>
مقال عن "بيضاوية عرقهم"- الايديولوجيات العرقية ووسائل الإعلامية
للكاتب الجامايكي، المنظر الثقافي، المنشط السياسي وعالم الاجتماع أو مايسمى بأب التعددية الثقافية ستيوارت هال.
ترجمة محمدعرجي *الجندر، العرق و الطبقة في وسائل الإعلام نستهل نقاشنا بتعريف بعض المصطلحات ألا وهي العرقية و الميديا و التي بصددها تمس بشكل مباشر قضية الايديولوجيا، حيث أن مجالها الفرعي يتمثل في عمليات إنتاج و خلق الايديولوجيات. تدخل الميديا في تبنيها للعرق هو بذلك تدخل في إنشاء المنطقة الايديولوجية للنضال. صار مفهوم الإيديولوجيا جسرا مائعا بالأفكار النمطية خلال الأعوام الراهنة. و هنا ليس بالزاوية التي من خلالها نمدد من النقاش النظري، لكن أوظف هذا المفهوم لأشير إلى تلك الصور، المصطلحات و كذلك المقدمات المنطقية التي تلبي النطاقات من تمثيل، تفسير، فهم و خلق معنى بالجانب الوجودي الإجتماعي. بما أن اللغة والإيديولوجيا لايتطابقان ، فإن نفس المصطلح اللغوي"للديمقراطية" أو "الحرية" على سبيل المثال يمكن توظيفهم ضمن خطابات أيديولوجية مختلفة. لكن اللغة لا تزال بتعريفها مدركة على نطاق واسع بأنها الوسيط الأساسي التي نعثر من خلالها على خطابات إيديولوجيات متباينة و موضحة. ثلاثة أشياء مهمة يحتاج قولها عن الأيديولوجيا بهدف جعل من بقية الأمور شيئا مجردا. أولا، لا تتألف الأيديولوجيات من المصطلحات المنفردة و المتفرقة لكن حتى من وضوحية العناصر المختلفة إلى مجموعة أو سلسلة من المعاني المصنفة. نجد في الأيديولوجية اللبيرالية بأن الحرية تكون مرتبطة و موضحة بالفردانية و السوق الحرة. ففي الأيديولوجية الإشتراكية يتضح لنا فيها بأن الحرية على أنها شرط جماعي وليس مضادا لمساواة الوضع الكامن في الأيديولوجيا اللبيرالية. و نفس المفهوم يتموضع بشكل متفاوت ضمن منطق من الخطابات الأيديولوجية المختلفة. من إحدى الطرق التي يحدث عن طريقها النضال الأيديولوجي و يتحول هي من خلال توضيح العناصر بشكل مختلف وحتى في خلق معنى متباين وذلك عن فصل السلسلة التي تترسخ فيهم حاليا. توحي كلمة " ديمقراطي " على الغرب الحر الذي يشيد توضيحا جديدا للكلمة ذاتها بهدف الإشارة إلى التعمق بالسياق الديمقراطي للحياة السياسية. لا يعد هذا الفصل من السلسلة محصورا بشكل قطعي فقط في الأفق ، بل يتمركز كذلك بين الممارسة الإجتماعية و النضال السياسي.ثانيا، تترصد المقررات الأيديولوجية من قبل الأفراد. بدلا من أن الأيديولوجيات لا تعد نتاجا للوعي الفرداني والقصدي، لكن نشكل نوايانا ضمن سياق الأيديولوجيا و ينعتون على الأفراد و يصيغون جزءا من التشكيلات الإجتماعية و الأوضاع المحددة التي يترعرعون من قبلها الأفراد. يتوجب علينا التحدث عن الأيديولوجيات التي تعم في مجتمعنا ،وتلبينا بطرق بغية خلق معنى للروابط الإجتماعية و تموضعنا فيهم. تحول الأيديولوجيات ،ماهو بالتالي، إلا عملية و ممارسة شمولية وليست بأمر فرداني. تعمل العمليات على نحو شامل بشكل لا شعوري بدلا من القصد الشعوري. و تخلق الأيديولوجيات أشكالا مختلفة من الوعي الإجتماعي بدلا من أن تنتج من قبلهم. يعملون بشكل فعال حينما لا نكون واعيين بالطريقة التي نشكل و نبني بها تقريرا عن العالم والذي يدعم بمقدمات أيديولوجية خلال اللحظة التي تبدو فيها تشكيلاتنا على أنها مقررات وصفية عن طبيعة الأشياء. على سبيل المثال، كيف يجب أن تكون و ما الذي يمكننا أن نأخذه بعين الاعتبار؟ وكذلك الأطفال يعشقون اللعب بالألعاب الحادة و الفتيات الصغار من الناحية الأخرى يشبعن من كثرة السكر و البهار. هذا بجله محكم بصنف كامل من المقدمات الأيديولوجية، و مع ذلك يبدو كأنه قول مأثور الذي لا يقيم على كيف تبنت الذكورية و لا الأنوثة تاريخيا و ثقافيا في المجتمع بل في ذات الطبيعة. تميل الأيديولوجيات من أن تختفي عن النظر إلى عالم تطبيعي و جدي بالفكر المشترك. بما أن العرق كالجندر ينظر به كأنه شيئا معطيا من قبل الطبيعة، فإن العرقية تعد إحدى الأيديولوجيات الشائعة بشكل الأكثر تطبعا على نحو غائر.... يتبع