ذكر وأنثي وجها لوجة

مقدمه

متى يتقدم الذكر على الأنثى، ومتى يتخلف عنها لتتولى ما يمكنها فعله؟ ما حدود عطايا الله للذكر، وما الذي خُلقتْ الأنثى لأجله؟ تلك الصفحات تحمل دليلنا نحو فهم أعمق لطبيعة كلا الجنسين وما توجبه عليهما فطرتهما التي فطر اللهُ الناسَ عليها. يُعَرِّف المختصون (علم النفس) بأنه العلم الذي يَدرس سلوك الإنسان ويسعى لتفسير دوافعه، وعلى الرغم من ذلك، فإن نظرياتهم في ذلك قد اختلفت، بل تضاربت في بعض الأحيان (فمنهج فرويد في دراسة الشخصية ودوافعها يختلف اختلافًا جَذْرِيًّا عن منهج مكدوجل، وهكذا)؛ الأمر الذي يعكس صعوبة دراسة النفس البشرية والإحاطة بخباياها؛ فمكنوناتها لا يُستدل عليها بالمشاهدة الظاهرية مثلما نفعل في دراستنا للظواهر الطبيعية والبيولوجية، كما أن هناك كثيرًا من العوامل التي تؤثر في السلوك والشخصية، وأهمها الغريزة الجنسية؛ إذ يرى بعض الدارسين أن سبب بعض الأمراض النفسية يعود لما تُمارسه ما تُعرف ﺑ (الأنا العليا) من كبتٍ تجاه مُتَطَلَّبَات الجسد. ويقتضي منا الإنصافُ الاعترافَ بأن دراسة النفس البشرية تُعَد واحدًا من أعقد الحقول المعرفية، وإن كانت دراسةً لا تخلو من الكشوف المدهشة. الإنسان العادي في تعريف الدكتور ساندور لاراند، الطبيب النفساني العالمي، هو الشخص الذي يستطيع أن يُقِيم علاقاتٍ اجتماعيةً مع الناس على اختلاف ميولهم وبيئاتهم، وأن يؤدي عملًا مشروعًا، وأن يُهيئ الصفاء في الأسرة، وأن يسعد في حياته الزوجية. فإذا خاب في أية ناحية من هذه النواحي لسببٍ قهري أو غير إرادي، أو لعدم تأدية أعضاء الجسم لوظائفها كما يجب؛ تولَّد عنده مرض السرقة. فالثابت أن معظم المرضى بهذا المرض الداهم أشخاصٌ اضطربت عواطفهم أو أفكارهم، فلم يعودوا يعرفون كيف يسُوسون أمورهم أو ينجحون في أعمالهم. والسبب المباشر لذلك هو إخفاق آبائهم في تربيتهم التربية الواجبة بسبب خيبتهم في حياتهم الزوجية، وعجزهم عن إقامة صَرْح السعادة العائلية.

أسم الكاتب : عبد الرحمن ثروت عدد الصفحات : 148

عن الكاتب

حاصل على ماجيستير مهني في الصحة النفسية

حاصل على دكتوراة مهنية في الصحة النفسية والعلاقات

صدر له :

باكورة إصداراته مع دار زاجل مصر : كتاب ذكر وأنثى الذي يتناول البحث في طبيعة الرجل والمرأة ومنطلقات العلاقة بينهما.