خمس قصص مترجمة من الأدب الإنجليزي تتباين فيها مصائر المحبين ما بين القتل باسم الحب والانتحار كذلك ومعهم الكفر به وترويض المحبوب العنيد. القصة الأولى تحكي عن السيدة جون فوردر في منأى عن توقع أيَّ شر قد يحل في تمام التاسعة، كانت تغني مبتهجة وهي تقوم بواجباتها الصباحية في أنحاء المنزل، ولم يخطر لها ببال أن الساعة التي حلت يتذيلها شؤم منغص، سيقلب حياتها رأسا على عقب قبل أن تحل ساعة أخرى! القصة الثانية في بعض الطبائع البشرية، تختفي تلك المنطقة الرمادية، فإما أبيض أو أسود! فكان جون بودمان دائما عند أحد طرفي النقيض. لم يكن ذلك ليعنينا لو لم يتزوج من امرأة تشاركه طباعه. في عالمنا.. لكل رجل توجد زوجة تناسبه، وكذلك يوجد زوج مناسب لكل امرأة؛ لكن لا يتسنَّى لنا الاختلاط إلا مع بضع مئات من البشر، ولا نعرف منهم عن قُرب إلا قلة، ولا نُصادق في الأغلب إلا واحدًا أو اثنين ممن نعرفهم عن قُرب! ولأن بعالمنا ملايين البشر، باتت الاحتمالات ليجتمع الرجلُ المناسب بالمرأة المناسبة له ضئيلةٌ، وإلا لما وُجِدَت محاكمُ الطلاق! فالزواج في أفضل أحواله قائم على مرونة طرفيه، وإذا فُقدت.. أقبلت المتاعب تسعى. القصة الثالثة التي تنتهي بالطالب حيث يقول: "إن الحب شيء سخيف، يجعل المرء يصدِّق أشياء ليست حقيقية. الحب ليس عمليًا، وبما أن العملية هي كل شيء في عصرنا، فسأعود للفلسفة ولدراسة الميتافيزيقيا." وهكذا، فاء إلى غرفته، وسحب كتابًا كبيرًا مغطى بالتراب، وبدأ يقرأ. القصة الرابعة كان فيمن مضى، تعيش في فيرونا عائلتان كبيرتان.. مونتاجيو وكابيوليت. كانت العائلتان غنيتين، مثل العائلات الغنية الأخرى حكماء في معظم الأمور. لكنهما كانتا شديدتي السفه والحمق في خلافهما القديم. وبدلًا من أن تتناسيا ما وقع بينهما، ظلَّتا تشعلان فتيله، فلم يكد يخبو حتى يزداد سعيرًا! وما كان لأحد من أفراد العائلتين أن يتحدَّث للآخر حتى يكيلا لبعضهما أفظع الشتائم، حتى يؤول الأمر إلى صراع. القصة الخامسة تقع في تون البلدةَ السويسرية.. ذات موقع متميز، بها نهر سريع الجريان كثير الزبَد، وبحيرة خضراء هادئة، وجبال شاهقة محيطة بها من كل اتجاه، وقمم جليدية في شرقها، وقلعة عتيقة مطلَّة على المشهد كله، وشوارع غريبة الشكل تتصل أرصفتها بالأدوار الأولى لمبانيها. تراها الآنسة بيسي دوراند أجمل الأماكن التي زارتها في حياتها وأكثرها مثالية. كانت لبيسي عين خبيرة بهذه الأشياء، بالطبع، وبينما كانت الشلالاتُ والوديان العميقةُ في حدِّ ذاتها محلَّ تقديرٍ منها، كان من الضروري أن يشغل الفندق الذي تُقيم فيه نزلاءُ من النوع المناسب قبل أن يلقى أيُّ مكان على الأرض تمام رضاها. لم يُهمَّها إن انعزلت عن كل البشر أو خرجت في رحلات قصيرة بمفردها؛ فكانت تهوى الإنصات للموسيقى العذبة لحديث البشر، ولو سنَحَت لها فرصةُ الاستماع لنفسها وهي تتحدث، لظلَّت ترقص طربًا طوال يومها؛ فقد كانت متحدثةً بارعة وحماسية.
ربيع أيوب
مهندس مصري، كاتب وباحث في التاريخ، صدر له رواية (ظل الأتَابِك) ورواية (سِجال) والكتاب الأول من سلسلة (سطور الراوي) والذي تناول تاريخ الإسلام في الهند.
سماح جبريل
مترجمة حرة، خريجة كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية.